تأهيل المعلّمين

 نشر مقاربة علميّة لتعليم التاريخ

ترتكز مقاربتنا لتعليم وتعلّم هذه المادة على منهج التفكير التاريخي ومقاربة التقصّي (Inquiry approach).  والتي تنطلق من سؤال بحثي كبير وجدلي يستخدمه الأستاذ ويطوّر نشاطاته بناءً على هذا السؤال المرتكز على مفهوم تاريخي، من مثل: السببيَّة، والتنوّع، والدلالة التاريخيَّة، والتغيير والاستمراريَّة، وتساعد الأنشطة في بناء هذا المفهوم.

تطوير مهارات التيسير والتدريب

إنَّ انتهاج التفكير التاريخي ومقاربة التقصي في عمليَّة تعليم وتعلّم التاريخ يتطلّب معلّمًا مهيّئًا ومدرّبًا تدريبًا هادفًا بما يمكّنه ويؤهّله لقيادة العمليَّة في تعليم التاريخ. من هنا، فإنّنا في الهيئة اللبنانيَّة للتاريخ نعمل على بناء قدرات معلّمي\معلّمات التاريخ ليواكبوا مسار التغيّر المرتجى الذي يساهم في بناء الإنسان المتفاعل والمبادر في مجتمعه وفق متطلّبات القرن الواحد والعشرين ومتطلّبات النهوض بلبنان دولة ومجتمعًا نحو مستقبل أفضل وأكثر أمانًا. وعليه، 

نعمل على تطوير قدرات المعلّمين والمعلّمات على تعزيز التفكير التاريخي ومهارات “المؤرّخ الصغير”، وعلى تطوير مهارات التيسير والتدريب والمهارات التكنولوجيَّة عندهم/نّ، ونسعى بشكل خاصّ إلى تهيئتهم لتناول الماضي الحسّاس والمتنازع عليه بشكل سليم وبنّاء في صفوفهم بما يخدم مسار “التعامل مع الماضي”.

 إنتاج موارد تعليميَّة

إنَّ عمليَّة تدريب معلّمي التاريخ، في لبنان وحتّى في الفضاء العربي، تحتاج إلى مسار متكامل لدعم المعلّم على كلّ المستويات تشمل طرائق التعليم، مهارات التيسير، وتأمين الموارد التعليميّة. 

تساهم الهيئة بعدّة طرق لا سيَّما من خلال: 1) تطوير موارد تعليميَّة تواكب التغيير المرتجى، 2) تطوير منصّة الكترونيَّة “مصادر” (www.Massader.net) توفّر فسحة لتبادل المصادر والمراجع التاريخيّة المناسبة للمناهج التعليميّة، 3) تشجيع المعلّمين/ات على مشاركة تجاربهم/نّ بشفافيَّة لتشجيع زملائهم على المبادرة، 4) دعم البحث التاريخي في المواضيع التي تخدم التعليم.

المساهمة في صناعة السياسة التربويَّة في لبنان

منذ تأسيس الهيئة اللبنانيَّة للتاريخ، وانطلاقًا أولًا من مسؤوليَّاتنا الإنسانيَّة والمواطنيَّة، وثانيًا من قناعتنا بالتعاون ما بين مؤسّسات الدولة اللبنانيَّة والمجتمع الأهلي، وما بين القطاعين العام والخاص، فإنّنا نسعى للتأثير في السياسة التربويَّة في مجال تعليم وتعلّم التاريخ. وفي هذا الإطار، سنواصل التعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان والمركز التربوي للبحوث والإنماء، والمعنيّين والمختصّين بصناعة السياسة التربويَّة في لبنان.

التشبيك

تعمل الهيئة على تعزيز التشبيك بين التربويّين ودعم الجماعات التعلّميّة المتعاونة في مجال تعليم التاريخ.  وقد تعاونت الهيئة، منذ إنشائها، مع عدد من المؤسَّسات التربويَّة والبحثيَّة والتي تشمل المدارس، والجامعات، ومراكز الأبحاث، وهيئات المعلّمين في لبنان وخارجه، كما أنَّها تعمل نحو تعزيز التشبيك والتبادل بين معلّمي التاريخ في لبنان والخارج وتنسيق التعاون بينهم. 

في هذا الإطار، أصبحت الهيئة عضوًا في منظمة يوروكليو وعقدت اتّفاقيَّات تعاون مع أكثر من مؤسَّسة. وستواصل الهيئة سعيها لتوسيع هذه الشبكة بحيث تطال شركاء جُدد في مختلف دول العالم بهدف تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الآخرين وتعزيز التواصل بين التربويّين والمعنيّين بتعليم التاريخ.

إيجاد مساحة لقاء لأهل التاريخ والتربية

إنَّ قلَّة مساحات اللقاء والنقاش والتبادل ما بين أهل التاريخ والتربية في لبنان هي من التحديات الأبرز التي لحظتها الهيئة اللبنانيَّة للتاريخ، فالتواصل قليل بين المؤرّخين الأكاديميّين في الجامعات ومعلّمي التاريخ في المدارس، كما أنَّ هناك نقصًا كبيرًا في التنسيق ما بين أهل التاريخ والمتخصّصين في التربية. 

من هنا، نطمح ونسعى كي تكون الهيئة مساحة لقاء ونقاش وتلاقح وتعاون ما بين ومعلّمي التاريخ والمؤرّخين والمختصّين في التربية في لبنان خارجه، وذلك بهدف إشراك الكلّ في عمليَّة تعزيز الثقافة التاريخيَّة، وتطوير عمليَّة تعليم وتعلّم التاريخ في المدرسة وفي الجامعة. 

تحفيز البحث التاريخي

إنّ النقص في المعرفة التاريخيَّة العلميَّة اللازمة هو من التحدّيات التي لاحظناها إبّان تحضيرنا لوحدات تعليميّة جديدة. فكيف يمكن تدريس التاريخ داخل الصف، إنْ لم يكن المضمون المعرفي موثوقًا وعلميًّا يتناسب مع المنهج التاريخي. من هنا، باشرت الهيئة في بناء شراكات محليَّة مع مجموعة من المؤرّخين والجامعات، وفي وضع أطر تعاون دوليَّة مع مؤرّخين وجامعات من مختلف دول العالم، بهدف تطوير المجال البحثي، وبحيث تصبح الهيئة مختبرًا بحثيًّا لعلم التاريخ وفق مسارين: 1) مسار يُعنى بالمعرفة التاريخيَّة بشكل عامّ، 2) مسار يُعنى بإنتاج دراسات متعلقّة بتعليم التاريخ في لبنان وخارجه للمساهمة بملء النقص المعرفي الكبير حول هذا الموضوع.

سيتم التركيز في المرحلة المقبلة على هذا المسار الذي نشأ حديثًا في الهيئة لمساندة مشروع وزارة التربية والتعليم العالي لإنتاج منهج وطني للتاريخ في لبنان. 

  

التعامل مع الماضي

يُعدّ تعليم التاريخ مسارًا أساسيًّا للتعامل مع الماضي لا سيّم في بلد عانى ولا يزال من تكرّر دورات العنف والنزاع. هذا الأمر يستدعي التدرُّب على التعامل مع هذه التواريخ الحسَّاسة والمتنازع عليها وتعزيز الجهوزيَّة لتدريس هذه الأحداث داخل الصفّ بهدف بناء ذاكرة وطنيَّة متعافية والمساهمة في بناء السلام المستدام في المجتمع.

منذ إنشائها، سعت الهيئة الى استكشاف أفضل الطرق لتدريس النزاعات والحروب في لبنان والى تدريب مجموعة من المعلّمين والمعلّمات ليقودوا عمليَّة إدخال مبادئ التعامل مع الماضي في تدريس التاريخ في لبنان.

نسعى اليوم  للتعاون الفعّال مع االزملاء والمعنيّين في هذا المجال، ولتُشكّل الهيئة مساحة يمكن فيها للأكاديمييّن ومعلّمي التاريخ أنْ يكونوا مؤثّرين في إحداث التغيير الاجتماعي والسياسي في لبنان.