تعزيز القدرات
“التنوع مفهوم معقّد في التاريخ؟” كان موضوع المشغل الثالث ضمن برنامج “كيف نجعل من طلابنا مؤرخين صغار؟” والذي يسّره فريق من أعضاء الهيئة ضمّ د. مهى شعيب ونايلة حمادة ود.أمين الياس وجيهان فرنسيس في 7 و 8 نيسان. من خلال أنشطة عديدة، تقصى المشاركون مفهوم التنوع فنظروا في التشابه والاختلاف الصريح والمخفي في طيات الماضي. وتمكنوا من تحدي بعض التعميمات السائدة التي تصبغ مراحل معيّنة في التاريخ. قاموا بالتفكّر بعمق حول حقبات من الماضي فنظروا في “عصور الظلام” ليكشفوا عمّا يخبيه المصطلح، وفي مفهوم الضحية و”من هم ضحايا الحرب الأهلية في لبنان؟” ثم ذهبوا في رحلة إلى “قرطبا” ليستكشفوا ما الذي تخبرهم إيّاه قصّتها حول التنوّع في الأندلس في القرن التاسع. طوال يومين، سعى الميسرون لتمكين المشاركين من مقاربة مفهوم التنوّع في صفوفهم وتصميم أنشطة تعليميّة وتقييميّة حوله.
“التنوع مفهوم معقّد في التاريخ؟” نعم معقّد، لكنّ الفريق الذي يسّر المشغل طوّر حوله أنشطة متنوعة جعلت المشاركين في حال استقصاء وتفكّر متواصل طوال اليومين. فبعد كسر الجليد من خلال تحدّي الفرق لبناء أطول برج مصمم من المعكرونة و”المارشمالو”، بدأ العمل الجدي للولوج في ما يكشف عنه مفهوم التنوّع من تشابه واختلاف في مرحلة ما والنظر عن قرب في التعميمات الكثيرة التي يطلقها المؤرخون لتفسير التاريخ في حقباته الواسعة فقاموا بتحدّيها وكسرها لانتاج ادعاءات جديدة أكثر دقّة.
ساهم المشغل الثالث من برنامج “كيف نجعل من طلابنا مؤرخين صغار؟” في إغناء الثقافة التاريخية عند المعلّمين من مقالتين رائعتين قرأههما المشاركون ثمّ قاموا بمناقشات جدلية ومثمرة حولها. فمن خلال مقالة “الحفر المعمّق” لبرادشو تناولوا التحديات الممكن لفريق من المعلمين مواجهتها لادخال مفهوم التنوّع في برنامج التدريس. أمّا المقالة الثانية “سقوط الدولة الأمويّة” لفيليب حتي فكانت تحضيراً رائعاً للنشاط المقرّر حول الأندلس فجاءت إثراء لفكر الجميع من خلال النقاشات التي دارت حولها والربط بين الماضي والحاضر. كم كان رائعاً أن نفكّر معاً ونتعلّم معاً … ونخطّط معاً!