تعزيز القدرات

مقدمة في التحقيق التاريخي والمفاهيم الثانوية، مع التركيز على مفهوم الاستمرارية والتغيير

بناء لدعوة الهيئة الللبنانية للتاريخ بالتعاون مع سفارة مملكة البلاد المنخفضة ومركز الدراسات اللبنانية، يسّرت الباحثة القبرصيّة ماريّا جورجيو ورشة عمل تتضمّن أنشطة لتعليم التاريخ كمجال معرفي قائم بذاته.جرت الورشة، وعنوانها “كيف نبني الرواية التاريخية؟ مقدمة في التحقيق التاريخي والمفاهيم الثانوية، مع التركيز على مفهوم الاستمرارية والتغيير”، في ٢٠ و ٢١ كانون الأوّل ٢٠١٣ في مركز الدراسات اللبنانيّة.

قدّمت الميسّرة الإطار النظري موضّحة المقصود بـ”البحث التاريخي”، ثمّ قامت باشراك الحضور في أنشطة تحثّهم على التفكير التاريخي والتركيز على مفاهيم المستوى الثاني في التاريخ، مستخدمين مجموعة من المصادر التاريخيّة الأوليّة والثانويّة. وانطلاقاً من أنّ تأمين الفرص للصغار واليافعين للتفكير والتصرّف كالمؤرخين هو من الأهداف الأساسيّة لتعليم التاريخ، دُعي المشاركون للتفكير بـ”القصص” التي تخبرنا إياها هذه المصادر ومحاولة ايجاد “القطع” الناقصة للوصول إلى رواية تاريخية متكاملة.
جرّب المشاركون العمل على مفهوم “التغيير والاستمراريّة” من خلال دراسة حالة عائلة نزحت في ١٩٢٢ من تركيا والحكم العثماني إلى قبرص والحكم البريطاني. تمّ اختيار الموضوع لملاءمته للواقع اللبناني حيث شهدنا النزوح في مراحل عديدة من تاريخ لبنان الحديث. وفي هذا الإطار، قام المشاركون بمقابلة مفهومَي “السببيّة” و”التغيير والاستمراريّة”. وفي العمل الفريقي الذي تضمنّه النشاط الأخير، طلب من المشاركين تفحّص مجموعة من المصادر حول تكوّن “الجمهوريّة اللبنانيّة” واستعمالها لوضع مخطط درس حول التغيير والاستمراريّة، ثمّ قاموا بعرض دروسهم وتلقي التغذية الراجعة من ماريّا جورجيو ومن زملائهم. أظهر المشغل الحاجة إلى مضاعفة الأنشطة التي تعزز التفكير التاريخي لما برز من صعوبة في التعامل مع المفاهيم التاريخيّة.