الأنشطة

“تعليم وتعلّم الحرب الأهلية” كان موضوع المشاغل التي نظمتها الهيئة اللبنانية للتاريخ في ١٨ – ١٩ حزيران ٢٠١٣ بالتعاون مع مركز الدراسات اللبنانية والمعهد الفنلندي في الشرق الأوسط والمجتمع المفتوح ومركز الدراسات العربية والشرق أوسطية في الجامعة الأميركية في بيروت. جذبت المشاغل التي جرت في حرم الجامعة الأميركية ٩٠ مشاركاً من معلمّي تاريخ وناشطين وأكاديميين وباحثين.

جاء النشاط الأوّل لتعريف المشاركين اللبنانيين والفنلنديين بالحرب الأهليّة التي مرّت في كلا البلدين. افتتحت كارلا إدّة بعرض عن الحرب الأهلية اللبنانية تطرّقت من خلاله إلى أسبابها وأثرها. قدّم بعدها الفريق الفنلندي عرضاً عن الحرب الأهلية الفنلندية التي جرت في ١٩١٨ وامتدت على خمسة أشهر تاركة ٣٦ ألف قتيل، كما وضّح التغيّرات التي طرأت على تعليم تاريخ الحرب في الثمانينات والتسعينات إلى يومنا الحاضر. أمّا النشاط الثاني فقدمته نايلة حمادة وخديجة المولى، وهما من أعضاء الهيئة اللبنانية للتاريخ، فقامتا بتطبيق درس حول أسباب الحرب الأهلية ١٩٧٥ – ١٩٩٠. طُلب من المشاركين الاستعانة بمجموعة المصادر الموزعة عليهم لتحديد أسباب الحرب التي ترد فيها، وتنظيمها في رسم توضيحي وفقاً لملاءمتها. علّق المشاركون الرسوم على الحائط ليتسنى لسائر الفرق الاطلاع عليها وتقديم تغذية راجعة للفريق على أوراق لاصقة صغيرة. وبدوره، قام الفريق الفنلندي بتقديم استراتيجيات عمليّة لتعليم التاريخ الحسّاس للنزاعات المسلّحة. كما أكد الفريق على أنّه “عندما يستحيل الحوار فمن الأفضل ايجاد روايات عديدة من دون حوار على أن نضع رواية واحدة”.
بدأ اليوم الثاني مع ماريا جورجيو، وهي باحثة من قبرص، والتي قدّمت منهجيات استخدام الرسوم الشفهي كمصادر أدلة لدراسة المواضيع الحساسة كالحروب. مستعينة بمجموعة من الروايات التاريخية، أوضحت ماريا أن “الروايات هي قصص” وأنّ “ما يبرّر وجود عدّة قصص هو أن الناس ترويها بشكل مختلف”. ولذلك، عندما نرى أن لكلّ من المؤرخين وجهة نظر، نجد أتفسنا أمام روايات مختلفة عن بعضها البعض، ولا تكون بالضرورة مفتقرة للدقة أو “خاطئة”، فكلّ رواية تُبنى لهدف محدّد علينا تقييمه عوضاً عن رفضه. بعد ذلك، قامت لينا قماطي بتيير نشاط يدوور حول استعمال الصفحة الأولى من صحيفتين صادريتين في ١٩٧٥ لتفحّص ردود الفهل والتأويلات عند اندلاع الحرب، فقام المشاركون بتحليل مضمون المقالات والغاية منها ومدى اختلافها وأسباب اختلافها. أمّا النشاط الأخير، فكان عرض الفيلم الوثائقي “بدنا نعرف” للمخرجة كارول منصور بالتعاون مع مركز العدالة الانتقالية، والذي يصف تجارب الأهالي خلال الحرب الأهلية في لبنان. عمل المشاركون ضمن فرق فوضع كل فريق مخطط درس يعتمد الفيلم كمصدر له، ويركّز فيه على أحد مفاهيم المستوى الثاني. في النهاية، طلب من المشاركين تحديد العقبات التي يمكن أن تواجههم في استعمال المصادر السمعية – البصرية والتاريخ الشفهي في تدريس تاريخ الحرب الأهليّة.