الأنشطةالهيئة والإعلام

أقيم الحفل الختامي لبرنامج التدريب “تطوير قدرة معلّمي التاريخ على تعزيز التفكير التاريخي” في٣٠ تشرين الثاني ٢٠١٥ في قصر الأنسكو بحضور الدكتورة ندى حسن، ممثلة مدير عام وزارة التربية والتعليم العالي. امتد البرنامج من تشرين الأول ٢٠١٤ الى أيلول ٢٠١٥ وهو برنامج تدريب مكثّف لمجموعة من معلّمي التاريخ يقدّم منهجيّة علميّة في تعليم وتعلّم التاريخ. افتتحت د. مهى شعيب، رئيسة الهيئة ومديرة مركز الدراسات اللبنانيّة، فرحّبت بالحضور وشكرّت جميع من ساهم في دعم المشروع وبشكل خاص سفارة مملكة البلاد المنخفضة ومركز الدراسات اللبنانية ومركز البحوث التطبيقية في التربية في جامعة سيدة اللويزة.

عبّرت سفيرة مملكة البلاد المنخفضة السيّدة هستير سمسن عن أملها في ادخال تغيير إيجابي من خلال طرائق جديدة لتعليم التاريخ مثنية على دور الهيئة اللبنانية للتاريخ في تقديم بيداغوجيا جديدة في تعليم التاريخ. كما عبّرت عن سرورها لحضور الحفل الذي يقام في مبنى الأنسكو الذي دمّر في ١٩٨٢ وأعيد ترميمه في ١٩٩٨ فجاء شاهداً على مرحلتي الحرب والسلم في لبنان.

وقامت مديرة المشروع السيّدة نايلة حمادة بعرض رؤية البرنامج وأهدافه فبدأت بتقديم الهيئة، التي تأسست في ٢٠١٣، وهدفها “تطوير فهم أوسع لتعلّم وتعليم التاريخ كمجال معرفي له مفاهيم واستراتيجيات وأدوات خاصّة به”، ثمّ أظهرت كيف يستجيب المشروع لهذه الرؤية من خلال “ادخال استراتيجيات تعزز قدرة المتعلّم على تطبيق المفهيم التاريخيّة ومستويات عالية من التفكير وربط المسائل التاريخيّة بالحياة الواقعيّة”. وأكّدت السيّدة حمادة على أهميّته في تكوين جيل يتمتّع بالقدرة على تحليل التاريخ ونقده وربطه بالحاضر ثمّ ختمت بالإعلان عن برنامج تدريبي جديد تنظمه الهيئة في ٢٠١٦ لتزيد المعلّمين بالنعرفة والمهارات الضروريّة لتطبيق التفكير التاريخي في الصفوف.

وبدوره، أشار د. باسل عكر، مدير مركز البحوث التطبقيّة في التربية في جامعة سيّدة اللويزة، أنّ تعلّم الماضي مهمّ لإعادة التماسك الإجتماعي، ووضّح أنّ الوصول إلى ضفوف ديمقراطيّة يشترط الانتقال من تعلّم رواية واحدة إلى تفحّص مصادر وأدلّة عديدة وبناء حجج جديدة لتفسير الماضي. كما لفت إلى أن مركز البحوث التطبيقية يرى أنّ التغيير يتمّ من خلال المعلمين، وفي برامج التدريب الذي جرى قام المعلّمون بتصميم وحدة تعليميّة ودروس تتوجّه إلى أسئلة البحث الرئيسة.

كما تمثّل المعلّمون المشاركون من خلال عرضين قدّمت كلا منهما الأنسة أميرة الحريري من ثانوية حسام الدين الحرير صيدا) والسيّدة جيهان فرنسيس من ايستوود كولدج (المنصورية)، واللتان قدّمتا وحدتين قامتا بتصميمهما وتطبيقهما في الصفوف. ركّزت أميرة على مفهوم السببيّة من خلال سؤال البحث “لماذا اندلعت الحرب الأهليّة في لبنان في ١٩٧٥؟”، أمّا جيهان فتوجّهت الى مفهوم التغيّر والاستمراريّة من خلال وحدة تعليمية “حساسة نوعاً ما” فطرحت السؤال التالي “إلى أيّ مدى أسّست مرحلة القائمقاميتين للطائفيّة السياسيّة فس لبنان؟” عرضت الزميلتان الأنشطة التي طبقتاها في الصفوف لتأهيل المتعلّمين للإجابة على السؤال وصوراً تظهر انهماك الطلاب خلال التطبيق.

اختتم الحفل بمناقشة حول أفق وتحديات يواجهها معلّمو التاريخ عند تطبيق هذه الطرائق الجديدة.